Saturday, December 26, 2009

من يوميات الانكسار الكبير, عبدالعزيز المقالح


- 1 -

لا نهاية للحزن

للبحر حدٌ،

وللأرض حدٌ

وحزني مُتسعٌ

لا نهاية له.

- 2 -

أيها الأصدقاء

لماذا أتينا الى عالم الناس

بعد أفول المسرَّات

بعدَ نضوب الينابيع

بعد ظهور القيامة والزلزلهْ؟!

- 3 -

يا لمملكة الروح!

مثقلةٌ بالمخاوف

يرتجف القلبُ من هول ما حملت

من همومٍ

وما حَشدت من بلَهْ؟!

- 4 -

أين أهرب منّي

وفي أي زاويةٍ أدفن الكلمات

التي رسمتني،

والأرضُ محروقةٌ

والفضاءاتُ بالحقد مشتعلهْ؟!

- 5 -

رجع المؤمنون من الحج

معتمرين بتوبتهم

ورجعتُ من الحرب

لا قلبَ لي

لا ظلالَ ألوذ بها

غير قافية بالأسى مثقلهْ.

- 6 -

لا ضِفاف لحزني

وفي كل آنِ يصوّر لي

أنه يحتوي الأرضَ

أن قد غدا سيد الكائنات

له أمسُنا،

وأباريق أيامنا المقبلهْ!

- 7 -

هبط الليل

من أين جاء

وكيف أغار على ما تبقى

من الضوء؟

كيف دنا من نوافذنا

المقفلهْ؟!

- 8 -

جسدُ الأرض

ما عاد مبتهجاً مثلما كان

ما عدتُ مندهشاً

مثلما كنتُ،

من ينقذ الروح من هذه البلبلهْ؟!

- 9 -

لا غيومَ على الأفق

لا شيءَ يسند روحي

لا شيء خلف ظلال الكلام العتيق

ولا ماءَ في الأرض

أو سنبلهْ!

- 10 -

طازجاً

كان حبُ الرجالِ

لأوطانهم... للنساءِ

وكان الخيالُ طليقاً

ولم يختبئ خلف فاجعةٍ

أو تجرجره مهزلهْ!

- 11 -

أيها الشعراءُ

لماذا قصائدكم شاحباتٌ

كأوجهِ أطفالِكم؟

والحدائقُ مُذ هجمَ الغرباء

على أرضكم فقدت كل ألوانها

وغدتْ مزبلهْ؟!

- 12 -

خمدتْ شمسُنا

لم يعُد دمُنا يكتب الورد

والكلماتِ النديّةَ،

رائحةُ الموت

والجثث اللامغطاة

تقتل أحلامَنا

تقتل الشعرَ والمسألهْ.

- 13 -

ربضتْ في مرابطها الخيلُ

خانعةً،

ترقب الطرقات القريبةَ

والطرقات البعيدةَ

لا من دليلٍ هناك

ولا قافلهْ.

- 14 -

يا القصيدةُ... يا نبضَ روحي

اغسليني

اغسلي كبدي من فواجعهِ

واغسلــي لغتـي من رماد الحروبِ

ومن عَفَنِ المرحلهْ.

No comments:

Post a Comment